هل بالإمكان تحقيق الأهداف عندما توجد فجوة بين الرؤية والتنفيذ، الطموح والواقع، الخطة والعمل على تحقيقها؟ حتما لا يمكن تحقيق أي هدف على الوجه المنشود طالما هذه الفجوة موجودة، وقد يستحيل ذلك عندما تكون الفجوة كبيرة ومستمرة دون تجسير يخلقه التناغم والفهم والاستيعاب بين طرفي المعادلة، المخططون والمنفذون.
المتأمل في خطاب الملك سلمان الذي يعتبر وثيقة وطنية تأريخية يجد أنه شمل كل الجوانب التي يفكر فيها المواطن، من تعليم وصحة وسكن وخدمات اجتماعية ومشاريع البنية والخدمات العامة، وتسريع الإجراءات، والعدالة بين المناطق ومواطنيها في كل الشؤون والاحتياجات، مع تأكيد على توفير الدعم اللازم لتحقيق كل هذه الطموحات التي تشغل القيادة وتحرص على تحقيقها. هنا تكون الرؤية والأهداف العريضة قد اتضحت، ويبقى دور التنفيذ الذي تتولاه وزارات الدولة وهيئاتها ومؤسساتها، وبقية مؤسسات القطاع الخاص التي تعمل معها وتحت إشرافها، فهل تدل تجاربنا الماضية على أن هذه الجهات التنفيذية كانت في مستوى طموح أهداف الدولة؟
الواقع يؤكد أن الأمر ليس كذلك في كثير من المواقع. العمل الروتيني البطيء هو السمة الغالبة التي لا يتحقق منها الإنجاز كاملا ومثاليا حتى أصبح القبول بما يتحقق وكيفما كان عادة لدى المواطن. التعثر أصبح صفة ملازمة لنسبة كبيرة من مشاريعنا ومفردة متداولة بشكل مستمر في صحافتنا. القضايا في مؤسسات مهمة أصبحت تتوالى أخبارها بشكل مزعج. ولدواعي الوضوح اللازم نقول إن بعض المسؤولين جعلوا مواقعهم حقول تجارب لم ينتج عنها سوى الإخفاق وهدر الوقت والمال وتشويه المسؤوليات المكلفين بها نظرا لعدم كفاءتهم لشغل تلك المواقع، أو لركونهم إلى طواقم مساعدة لا تتوفر على المهنية والإخلاص، وفي كل الأحوال الخاسر هو الوطن.
الآن نحن في سباق مع الوقت، والموارد الضخمة التي كانت تصرف سابقا لا يوجد ما يضمن استمرارها وهذا أمر طبيعي، وبالتالي نحن في حاجة ماسة لأن يذهب كل ريال في الطريق الصحيح وأن يستثمر إنفاقه بحسن تدبير وجودة عالية، وهذا لا يتحقق إلا بوجود مسؤولين تتوفر فيهم أعلى معايير الوطنية والكفاءة واليقظة التامة لأداء كل من يرتبط بهم من مسؤولين في كل المناطق. رؤية الملك وتطلعات الوطن لن يحققها غير النجباء الأكفاء المخلصين الذين لم يعد هناك مكان لغيرهم.
habutalib@hotmail.com
المتأمل في خطاب الملك سلمان الذي يعتبر وثيقة وطنية تأريخية يجد أنه شمل كل الجوانب التي يفكر فيها المواطن، من تعليم وصحة وسكن وخدمات اجتماعية ومشاريع البنية والخدمات العامة، وتسريع الإجراءات، والعدالة بين المناطق ومواطنيها في كل الشؤون والاحتياجات، مع تأكيد على توفير الدعم اللازم لتحقيق كل هذه الطموحات التي تشغل القيادة وتحرص على تحقيقها. هنا تكون الرؤية والأهداف العريضة قد اتضحت، ويبقى دور التنفيذ الذي تتولاه وزارات الدولة وهيئاتها ومؤسساتها، وبقية مؤسسات القطاع الخاص التي تعمل معها وتحت إشرافها، فهل تدل تجاربنا الماضية على أن هذه الجهات التنفيذية كانت في مستوى طموح أهداف الدولة؟
الواقع يؤكد أن الأمر ليس كذلك في كثير من المواقع. العمل الروتيني البطيء هو السمة الغالبة التي لا يتحقق منها الإنجاز كاملا ومثاليا حتى أصبح القبول بما يتحقق وكيفما كان عادة لدى المواطن. التعثر أصبح صفة ملازمة لنسبة كبيرة من مشاريعنا ومفردة متداولة بشكل مستمر في صحافتنا. القضايا في مؤسسات مهمة أصبحت تتوالى أخبارها بشكل مزعج. ولدواعي الوضوح اللازم نقول إن بعض المسؤولين جعلوا مواقعهم حقول تجارب لم ينتج عنها سوى الإخفاق وهدر الوقت والمال وتشويه المسؤوليات المكلفين بها نظرا لعدم كفاءتهم لشغل تلك المواقع، أو لركونهم إلى طواقم مساعدة لا تتوفر على المهنية والإخلاص، وفي كل الأحوال الخاسر هو الوطن.
الآن نحن في سباق مع الوقت، والموارد الضخمة التي كانت تصرف سابقا لا يوجد ما يضمن استمرارها وهذا أمر طبيعي، وبالتالي نحن في حاجة ماسة لأن يذهب كل ريال في الطريق الصحيح وأن يستثمر إنفاقه بحسن تدبير وجودة عالية، وهذا لا يتحقق إلا بوجود مسؤولين تتوفر فيهم أعلى معايير الوطنية والكفاءة واليقظة التامة لأداء كل من يرتبط بهم من مسؤولين في كل المناطق. رؤية الملك وتطلعات الوطن لن يحققها غير النجباء الأكفاء المخلصين الذين لم يعد هناك مكان لغيرهم.
habutalib@hotmail.com